التاريخ هنا

المـوارد البـشـرية   الجـغـرافـيـا   شـبـكـة المـواصـلات   الـسـياسـة   التنمـيـة الـبـشـريـة   التبادلات الـتـجارية   مؤشـرات الإقـتـصـاد   الـفـلاحـة   شـبـكـة الإتـصـالات   الثـروات الباطـنـيـة		ﺍﻟﻤﺒﺸﺭﺍﺕ ﺒﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺩ ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻜﺤﻠﻭﺕ بـسم الللـه الرحـمن الـرحيم، ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺼﺤﺒﻪ ﻭﻤـﻥ ﻭﺍﻻﻩ ﺃﻤـﺎ ﺒﻌﺩ: ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺴﻘﻭﻁ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ، ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ ﺤﺜﻴﺜﺔ ﻟﻠﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺤﻜﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤـﺭﺍﻙ ﻓـﻲ ﺍﻷﻤﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﺤﺩﺙ ﺍﻟﻬﺎﺌل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺇﻻ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻏﻔﻠـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺱ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻲ، ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻤل ﺒﺸﻜل ﻗﻭﻱ ﻭﺩﺅﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺒﻌﺩ ﺍﻷﻤﺔ ﻴﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻴﻭﻡ ﻋﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ – ﺃﻱ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ - ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺤﻠﻤﺎ !! ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎل ﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻜﺎﻥ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﻭﻉ ﺠﺯﺀ ﻻ ﻴﺴﺘﻬﺎﻥ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻻﺭﺘﻘﺎﺀ، ﺒل ﺇﻥ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﺭﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻤﺵ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺘﻌﺼﻑ ﺒﺎﻷﻤﺔ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺠﺴﺎﻡ ﻤﻨﺘﻅﺭﺍ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ. ﻟﻬﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟـﺩﺍﻓﻊ ﻟـﻲ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺒﺸﺭﺍﺕ ﺒﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻟﻌل ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻴﺠﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﻟﻠﻌﻤل، ﻭﺸﺤﺫﺍ ﻟﻠﻬﻤﻡ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻴﺒﺩﺃ ﺃﻭﻻ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨل، ﻭﺍﻟﻴـﺄﺱ ﻭﺍﻟﻘﻨـﻭﻁ ﻗـﺭﻴﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ، ﻭﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺘﺒﺸﺭﻨﺎ ﺒﻅﻬﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺫﻴـﻭﻉ ﺼـﻴﺘﻪ، ﻭﺘﻤﻜﻴﻥ ﺃﻫﻠﻪ . ﻭﻗﺩ ﻗﺴﻤﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﻓﺼﻠﻴﻥ : ﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل : ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﺜﻡ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺼﻁﻼﺡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ، ﻭﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﺜﻡ ﺒﻴﻨﺕ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﻙ، ﻭﺨﺘﻤﺕ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﺄﺩﻟﺔ ﻭﺠﻭﺏ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ . ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺘﺤﺩﺜﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺃﻁﻭﺍﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺃﻱ ﻤﺭﺍﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺜﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺽ ﻭﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ ﺜﻡ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒـﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ . ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل : ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻟﻐﺔ : ﻤﺼﺩﺭ ﺨﻠﻑ، ﻴﻘﺎل : ﺨﻠﻑ ﻓﻼﻥ ﻓﻼﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺨﻠﻴﻔﺘﻪ، ﻭﻴﻘﺎل ﺨﻠﻔـﻪ ﻓﻲ ﻗـﻭﻤﻪ ﺨﻼﻓﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻤﻘﺎﻤﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ : ﻭﻗﺎل ﻤﻭﺴﻰ ﻷﺨﻴﻪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﺨﻠﻔﻨـﻲ ﻓـﻲ ﻗﻭﻤﻲ  1( ) ﻭﺨﻠﻔﺘﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﺫﺍ ﺠﺌﺕ ﺒﻌﺩﻩ . 2( ) ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ : ﻫﻭ ﻓﻌﻴل ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﻔﻌﻭل ﻜﺠﺭﻴﺢ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﺠﺭﻭﺡ، ﻭﻗﺘﻴل ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﻘﺘﻭل، ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺨﻠﻔـﻪ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺤﻤل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ  {ﺇﻨﱢﻲ ﺠﺎﻋـل ﻓـﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺨﻠﻴﻔﺔ}  3( ) ﻋﻠﻰ ﻗﻭل ﻤﻥ ﻗﺎل : ﺇﻥ ﺁﺩﻡ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻋﻤﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺨﻠﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻨﻭﻩ ﺒﻌﺩﻩ . ﻭﻗﻴل ﻫﻭ ﻓﻌﻴل ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻓﺎﻋل، ﻜﻌﻠﻴﻡ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻋﺎﻟﻡ، ﻭﻗﺩﻴﺭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﺩﺭ، ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻴـﻪ ﺃﻨـﻪ ﻴﺨﻠﻑ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺤﻤل ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﻫﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﺇﻨﱢﻲ ﺠﺎ ﻋل ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺨﻠﻴﻔﺔ}  4( ) ﻋﻠﻰ ﻗﻭل ﻤﻥ ﻗﺎل : ﺇﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻗﺒل ﺁﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭﺇﻨﻪ ﺨﻠﻔﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﺍﺨﺘﺎﺭﻩ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔـﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ 5( ) ﻭﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﻠﻔﺎﺀ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺍﺫﻜﺭﻭﺍ ﺇﺫ ﺠﻌﻠﻜﻡ ﺨﻠﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻗﻭﻡ ﻨﻭﺡ}  6( ) ﻭﻴﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﺌﻑ ﻭﻤﻨﻪ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻫﻭ ﺍﻟﱠﺫﻱ ﺠﻌﻠﻜﻡ ﺨﻼﺌﻑ ﺍﻷﺭﺽ}  7( ) . ﻗﺎل ﺍﻟﻘﻠﻘﺸﻨﺩﻱ : ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ : " ﺃﻁﻠﻘﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﻅﻤﻰ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻷﻤﺔ، ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻤﻭﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﺒﺄﻋﺒﺎﺌﻬﺎ ". 8( ) ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ : ﺍﻹﻤﺎﺭﺓ، ﻭﻫ ﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻲ، ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ : ﺍﻟﺨﻠﱢﻴﻔﻲ : ﺒﺎﻟﻜﺴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﻘﺼﺭ : ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ .. ﻤﺼﺩﺭ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﺜﺭﺓ، ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻗﺎل : " ﻟﻭ ﺃﻁﻘـﺕ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻤـﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻲ ﻷﺫﻨﺕ " 9( ) ﻴﺭﻴﺩ ﺒﻪ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻀﺒﻁ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺘﺼﺭﻴﻑ ﺃﻋﻨﺘﻬﺎ . ( 10 ) ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ : ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺘﻌﺭﻴـﻑ ﻟﻺﻤـﺎﻡ ﺍﻟﺠﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎل : " ﺍﻹﻤﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﺭﻴﺎﺴﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﻭﺯﻋﺎﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻨﻴﺎ، ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺤﻭﺯﺓ ﻭﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﺭﻋﻴﺔ، ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺒﺎﻟﺤﺠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭﻜﻑ ﺍﻟﺨﻴﻑ ﻭﺍﻟﺤﻴـﻑ، ﻭﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﻤﻅﻠﻭﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ، ﻭﺍﺴﺘﻴﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻌﻴﻥ ﻭﺇﻨﻔﺎﺫﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ . ( 11 ) ﻭﻋﺭﻓﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺩﻱ ﻓﻘﺎل : " ﺍﻹﻤﺎﻤﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﻓـﻲ ﺤﺭﺍﺴـﺔ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻭﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ " ( 12 ) .ﻭﻻ ﺨﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﻲ ﺍﻹﻤﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﻭﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺩﻱ ﺒل ﻫﻤﺎ ﻤﺘﻜﺎﻤﻼﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻌﺎﺭﻀﻴﻥ، ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻨﻔﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻷﻥ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻭﻴﻨﻲ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬـﺎﻡ ﻭﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻓﻌﺭﻑ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻌﻠﻪ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺩﻱ ﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺩ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﻤﺴﻭﻍ ﺇﻴﺠﺎﺩﻫﺎ . ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻷﻟ ﻔﺎﻅ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ : ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴـﻠﻁﺎﻥ ﻭﺍﻷﻤﻴـﺭ ﻭﺍﻟﺤـﺎﻜﻡ ﻭﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﻭﺍﻟﺭﺍﻋﻲ، ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﻠﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ : ﺍﻹﻤﺎﻡ : ﻤﺜﺎﻟﻪ ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻗﺎل : " ﺴﺒﻌﺔ ﻴﻅﻠﱡﻬﻡ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻓﻲ ﻅﻠﱢﻪ ﻴﻭﻡ ﻟﺎ ﻅلﱠ ﺇﻟﱠﺎ ﻅﻠﱡﻪ ﺍﻟﺈﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ..." ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ( 13 ) ﺍﻷﻤﻴﺭ : ﻤﺜﺎﻟﻪ ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻋﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺭﻀﻲ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻗﺎل : " ﻜﻠﱡﻜﻡ ﺭﺍﻉ ﻓﻤﺴﺌﻭل ﻋﻥ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻓﺎﻟﺄﻤﻴﺭ ﺍﻟﱠﺫﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﱠـﺎﺱ ﺭﺍﻉ ﻭﻫـﻭ ﻤﺴﺌﻭل ﻋﻨﻬﻡ " ( 14 ) ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ : ﻤﺜﺎﻟﻪ : ﺤﺩﻴﺙ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻗﺎل ": ﻤﻥ ﻜﺭﻩ ﻤـﻥ ﺃﻤﻴـﺭﻩ ﺸﻴﺌﺎ ﻓﻠﻴﺼﺒﺭ ﻓﺈﻨﱠﻪ ﻤﻥ ﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺸﺒﺭﺍ ﻤﺎﺕ ﻤﻴﺘﺔ ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ " ( 15 ) ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ : ﻤﺜﺎﻟﻪ ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻋﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺃﻨﱠﻪ ﺴﻤﻊ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻴﻘﻭل: " ﺇﺫﺍ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻓﺎﺠﺘﻬﺩ ﺜﻡ ﺃﺼﺎﺏ ﻓﻠﻪ ﺃﺠﺭﺍﻥ ﻭﺇﺫﺍ ﺤﻜﻡ ﻓﺎﺠﺘﻬﺩ ﺜـﻡ ﺃﺨﻁـﺄ ﻓﻠـﻪ ﺃﺠﺭ ". ( 16 ) ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ : ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻋﻥ ﻤﻌﻘل ﺒﻥ ﻴﺴﺎﺭ ﻗﺎل ﺴﻤﻌﺕ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼـﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻓﻘﺎل: " ﻤﺎ ﻤﻥ ﻭﺍل ﻴﻠﻲ ﺭ ﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻴﻤﻭﺕ ﻭﻫﻭ ﻏﺎﺵﱞ ﻟﻬﻡ ﺇﻟﱠﺎ ﺤﺭﻡ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟﺠﻨﱠﺔ " ( 17 ) ﺍﻟﺭﺍﻋﻲ : ﻋﻥ ﻤﻌﻘل ﺒﻥ ﻴﺴﺎﺭ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ : " ﺃﻴﻤﺎ ﺭﺍﻉ ﺍﺴـﺘﺭﻋﻲ ﺭﻋﻴﺔ ﻓﻐﺸﱠﻬﺎ ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﱠﺎﺭ ". ( 18 ) ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﻙ : ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ، ﻻ ﻴﺼﺢ ﺇﻁﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﻗﺎﻡ ﺩﻋﺎﺌﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ، ﻭﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺃﻨﺼﻑ ﺍﻟﻤﻅﻠﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ، ﻭﻨﺼﺭ ﺍﻟﺸـﺭﻴﻌﺔ، ﻭﺩﻋـﺎ ﺇﻟـﻰ ﺍﷲ ﻭﺃﻭﺠﺏ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺹ . ﻭﻻ ﻴﺴﻤﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﻥ ﺫﻜﺭﻨﺎ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺭ، ﺃﻭ ﻤﺠﺎﺯﺍ ﻷﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﻡ ﻤﻠﻭﻙ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﺨﻠﻔﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﺴﻠﻑ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﻋﺒﺭﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﺼﺎﺹ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﺇﻨﱢﻲ ﺠﺎﻋﻠﻙ ﻟﻠﻨﱠﺎﺱ ﺇﻤﺎﻤﺎ}  ( 19 ) ﻭﺍﻹﻁﻼﻕ - ﺃﻱ ﻟﻔﻅ ﺇﻤﺎﻡ - ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺘﻨ ﺎﻭل ﻤﻥ ﻴﺠﺏ ﺍﻹﺘﻤﺎﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻬﺩﻱ ﺃﻻ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :  {ﺇﻨﱢﻲ ﺠﺎﻋﻠﻙ ﻟﻠﻨﱠﺎﺱ ﺇﻤﺎﻤﺎ}  ( 20 ) ﻗـﺩ ﺃﻓﺎﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﻭﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻀﻼل ﻗﻴﺩﻩ ﻴﻘﻭﻟﻪ : { ﻭﺠﻌﻠﻨﺎﻫﻡ ﺃﺌﻤﺔ ﻴﺩﻋﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﱠﺎﺭ}  ( 21 ) ... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل ﻓ ﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﻻ ﻴﻨـﺎل ﻋﻬـﺩﻱ ﺍﻟﻅﱠﺎﻟﻤﻴﻥ}  ( 22 ) ﺜﺒﺕ ﺒﺩﻻﻟﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﻁﻼﻥ ﺇﻤﺎﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺴﻕ ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺃﻥ ﻤﻥ ﻨﺼﺏ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﻭﻫﻭ ﻓﺎﺴﻕ ﻟﻡ ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺘﺒﺎﻋﻪ ﻭﻻ ﻁﺎﻋﺘﻪ . ( 23 ) ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺼﺤﻴﺤﻪ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺒﻥ ﺸﺎ ﻫﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﺴﻁﻲ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺨﺎﻟـﺩ ﻋـﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﻭﺒﺭﺓ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻋﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺠﺒﻴﺭ ﻗﺎل ﺨﺭﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﻓﺭﺠﻭﻨـﺎ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﺤﺴﻨﺎ ﻗﺎل ﻓﺒﺎﺩﺭﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺠل ﻓﻘﺎل : ﻴﺎ ﺃﺒﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻠﱠﻪ ﻴﻘﻭل : {ﻭﻗﺎﺘﻠﻭﻫﻡ ﺤﺘﱠﻰ ﻟﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﺘﻨﺔ} ﻓﻘﺎل : ﻫل ﺘﺩﺭﻱ ﻤﺎ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺜﻜﻠﺘﻙ ﺃﻤﻙ ؟ ! " ﺇﻨﱠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻴﻘﺎﺘل ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﻓﺘﻨﺔ ، ﻭﻟﻴﺱ ﻜﻘﺘﺎﻟﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ " ( 24 ) ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ ": ﻭﻟﻴﺱ ﻜﻘﺘﺎﻟﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ " ﺃﻱ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﻠﻙ ، ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺒﻴﻥ ﻤـﺭﻭﺍﻥ ﺜﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﺒﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﻭﻤﺎ ﺃﺸﺒﻪ ﺫﻟﻙ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻟـﻭ ﻅﻬﺭ ﺃﻥ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺘﻴﻥ ﻤﺤﻘﺔ ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﺒﻁﻠﺔ ، ﻭﻗﻴل ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘـﺎل ﺒﺴـﺒﺏ ﺍﻟﺘﻐﺎﻟﺏ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﻠﻙ ، ﻭﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺕ ﺍﻟﺒﺎﻏﻴﺔ ﻓﻼ ﺘﺴﻤﻰ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺘﺠﺏ ﻤﻘﺎﺘﻠﺘﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﺭﺠـﻊ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ؛ ﻭﻫﺫﺍ ﻗﻭل ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ." ( 25 ) ﻭﻴﺼﻑ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﺒﻴﻥ ﺒﻨﻲ ﺃﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻗﺘـﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ، ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﻘل : " ﻜﻘﺘﺎﻟﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ". ﻤﻤﺎ ﻴﺩﻟل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ . ﻭﻴﻨﻜﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ( ﺴﻔﻴﻨﺔ ) ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻜﻡ ﺒﻨﻲ ﺃﻤﻴﺔ ﺨﻼﻓﺔ، ﺒل ﻫﻭ ﻤﻠﻙ ﻓﻘﺩ ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺃﺤﻤ ﺩ ﺒﻥ ﻤﻨﻴﻊ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺴﺭﻴﺞ ﺒﻥ ﺍﻟﻨﱡﻌﻤﺎﻥ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﺸﺭﺝ ﺒﻥ ﻨﺒﺎﺘـﺔ ﻋـﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺠﻤﻬﺎﻥ ﻗﺎل ﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ": ﺇﻥ ﺒﻨﻲ ﺃﻤﻴﺔ ﻴﺯﻋﻤﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﺎﻓﺔ ﻓﻴﻬﻡ ، ﻗﺎل : ﻜﺫﺒﻭﺍ ﺒﻨﻭ ﺍﻟﺯﺭﻗﺎﺀ ؛ ﺒـل ﻫﻡ ﻤﻠﻭﻙ ﻤﻥ ﺸ ﺭ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ". ( 26 ) ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﻤﺴﻬﺭ ﻨﺎ ﺼﺨﺭ ﺒﻥ ﺼﻠﺔ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻰ ﻫﻭ ﺠﻨﺩﻟﺔ ﻭﻗﺎل ﻟﻨﺎ ﻤﺭﺩﻭﻴﻪ ﺃﻨﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻋﻥ ﺼﺨﺭ ﻗﺎل ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ": ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﺤﻕ ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﻤﻌﺩﻟﺔ ﻭ ﺃﺨـﺫ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺒـﺄﻤﺭ "ﺍﷲ ( 27 ) ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺴﻌﺩ ﻗﺎل : ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﻲ ﻗﻴﺱ ﺒﻥ ﺍ ﻟﺭﺒﻴﻊ ﻋﻥ ﻋﻁﺎﺀ ﺒـﻥ ﺍﻟﺴﺎﺌﺏ ﻋﻥ ﺯﺍﺩﺍﻥ ﻋﻥ ﺴﻠﻤﺎﻥ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻋﻤﺭ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻟﻪ : ﺃﻤﻠﻙ ﺃﻨﺎ ﺃﻡ ﺨﻠﻴﻔـﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺴﻠﻤﺎﻥ ": ﺇﻥ ﺃﻨﺕ ﺠﺒﻴﺕ ﻤﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺩﺭﻫﻤ ﺎ ﺃﻭ ﺃﻗل ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺜﻡ ﻭﻀﻌﺘﻪ ﻓـﻲ ﺤﻘـﻪ ﻓﺄﻨﺕ ﺨﻠﻴﻔﺔ " ﻓﺎﺴﺘﻌﺒﺭ ﻋﻤﺭ . ( 28 ) ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺴﻌﺩ ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻋﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﻋﻥ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﺒـﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻌﻭﺠﺎﺀ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ : ﻭﺍﷲ ﻤﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻨﺎ ﺃﻡ ﻤﻠﻙ ؟ ﻓﺈﻥ ﻜﻨﺕ ﻤﻠﻜـ ﺎ ﻓﻬـﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻋﻅﻴﻡ ، ﻗﺎل ﻗﺎﺌل : ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺇﻥ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺭﻗ .ﺎ ﻗﺎل ﻤﺎ ﻫﻭ ؟ ﻗﺎل : ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻻ ﻴﺄﺨﺫ ﺇﻻ ﺤﻘـ ﺎ ﻭﻻ ﻴﻀﻌﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﻕ ، ﻓﺄﻨﺕ ﺒﺤﻤﺩ ﺍﷲ ﻜﺫﻟﻙ . ﻭﺍﻟﻤﻠﻙ ﻴﻌﺴﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺄﺨﺫ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻭﻴﻌﻁـﻲ ﻫـﺫﺍ ﻓﺴﻜﺕ ﻋﻤﺭ . ( 29 ) ﻭﺃﺨﺭﺝ ﻨﻌﻴﻡ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻥ ﻨﺎﻓﻊ ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﺼﻔﻭﺍﻥ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ ﻭﺸﺭﻴﺢ ﺒـﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﻋﻥ ﻜﻌﺏ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻨﺸﺩﻙ ﺍﷲ ﻴﺎ ﻜﻌﺏ ﺃﺘﺠـﺩﻨﻲ ﺨﻠﻴﻔـﺔ ﺃﻡ ﻤﻠﻜ ؟ﺎ ﻗﺎل : ﻗﻠﺕ ﺒل ﺨﻠﻴﻔﺔ . ( 30 ) ﻭﻗﺎل ﺃﻴﻀﺎ : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﻭﻫﺸﻴﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻡ ﺒﻥ ﺤﻭﺸﺏ ﻗﺎل : ﺃﺨﺒﺭﻨﻲ ﺸﻴﺦ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺃﺴﺩ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺭﻭﻡ ﻋﻥ ﺭﺠل ﻤﻥ ﻗﻭﻤﻪ ﺸﻬﺩ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺴﺄل ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻭﻓـﻴﻬﻡ ﻁﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﻭﺴﻠﻤﺎﻥ ﻭﻜﻌﺏ ﻓﻘﺎل ﺇﻨﻲ ﺴﺎﺌﻠﻜﻡ ﻋﻥ ﺸﻲﺀ ﻭﺇﻴﺎﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﻜﺫﺒﻭﻨﻲ ﻓﺘﻬﻠﻜـﻭﻨﻲ ﻭﺘﻬﻠﻜـﻭﺍ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﺃﻨﺸﺩﻜﻡ ﺒﺎﷲ ﻤﺎﺫﺍ ﺘﺠﺩﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻜﻡ ﺃﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻨﺎ ﺃﻡ ﻤﻠﻙ ؟ ﻓﻘﺎل ﻁﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﺇﻨﻙ ﻟﺘﺴﺄﻟﻨﺎ ﻋـﻥ ﺃﻤﺭ ﻤﺎ ﻨﻌﺭﻓﻪ ﻤﺎ ﻨﺩﺭﻱ ﻤﺎ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻟﺴﺕ ﺒﻤﻠﻙ . ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺭ ﺇﻥ ﻴﻘل ﻓﻘﺩ ﻜﻨﺕ ﺘـﺩﺨل ﻓـﺘﺠﻠﺱ ﻤـﻊ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ، ﺜﻡ ﻗﺎل ﺴﻠﻤﺎﻥ : ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻨﻙ ﺘﻌﺩل ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻋﻴﺔ ﻭﺘﻘﺴﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﺴﻭﻴﺔ ، ﻭﺘﺸﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺸﻔﻘﺔ ﺍﻟﺭﺠل ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻗﺎل ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﻭﺘﻘﻀﻲ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻓﻘﺎل ﻜﻌﺏ ﻤﺎ ﻜﻨـﺕ ﺃﺤﺴﺏ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺃﺤﺩ ﺍ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻏﻴﺭﻱ . ( 31 ) ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺴﻌﺩ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﺭﻭﺡ ﺒﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻗﺎل ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭ ﻋﻥ ﻤﺤﻤـﺩ ﺒـﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭ ﻋﻥ ﻤﺴﺭﻭﻕ ﺒﻥ ﺍﻷﺠﺩﻉ ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﻤﻭﺴﻰ : ﻴﺎ ﻤ ﺴﺭﻭﻕ ﺒﻥ ﺍﻷﺠﺩﻉ ، ﻗﻠﺕ : ﻟﺒﻴﻙ ﺃﺒﺎ ﻤﻭﺴـﻰ . ﻗﺎل ": ﺇﻥ ﺍﻹﻤﺭﺓ ﻤﺎ ﺍﺅﺘﻤﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻤﺎ ﻏﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺴﻴﻑ ". ( 32 ) ﻗﻠﺕ : ﻟﻴﺱ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﺕ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻻ ﻴﻁﻠﻕ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻤـﻥ ﺍﺘﺼـﻑ ﺒﺼـﻔﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻅﻠﻡ، ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔـﺔ ﺃﻱ ﻟﻘـﺏ ﻴـﺭﺍﻩ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻭﻥ، ﻭﻴﺴﺘﺤﺴﻨﻭﻩ، ﻓﻼ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻴﺤﺘﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻻ ﻴﻔﻌﻠﻭﺍ . ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻨﺯﺍﺭ ﺭﻴﺎﻥ : " ﻭﻟـﻴﺱ ﺒﺤﺘﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﻟﻠﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ " ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ " ﺒﻘﺩﺭ ﺘﺤﺘﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻤﺘﺼﻔﺎ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻤﺅﻫﻠﺔ " ( 33 ) ﻭﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﻓﺈﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬـﺎ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻫﻥ ﻭﺜﻘﺎﻓﺔ ﻜل ﻤﺴﻠﻡ، ﻓﻠﻜل ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﻓﻠﻴﺴﺕ ﻴﺜﺭﺏ ﻜﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ، ﺃﻭ ﻁﻴﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ، ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ . ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺃﺩﻟﺔ ﻭﺠﻭﺏ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ : ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻻ ﺘﺴﺘﻘﻴﻡ ﺸﺅﻭﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟـﻰ ﺘﻜﺎﻤﻠﻬﺎ ﻭﻭﺤﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﻤﺔ ﻜﺎﻟﺠﺴﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺇﺫﺍ ﺍﺸﺘﻜﻰ ﻤﻨﻪ ﻋﻀﻭ ﺘـﺩﺍﻋﻰ ﻟـﻪ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺒﺎﻟﺴﻬﺭ ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ، ﻓﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﺠﺒﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﻔﻭﻀـﻰ، ﻭﺍﻟﻘـﻭﺓ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻀﻌﻑ، ﻭﺒﻬﺎ ﺘﺠﺘﻠﺏ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺔ ﻭﻴﺩﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﺭ، ﻭﺘﺤﺕ ﻟﻭﺍﺌﻬﺎ ﻴﻨﺘﺸﺭ ﺍ ﻟﺩﻋﺎﺓ ﺇﻟـﻰ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻴﺩﻋﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻴﺄﻤﺭﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﻴﻨﻬﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ، ﻟﻬﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻜﺎﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺃﻤﺭ ﻭﺍﺠﺏ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻨﺫﻜﺭ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ : ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ : ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺍﻋﺘﺼﻤﻭﺍ ﺒﺤﺒل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﻻ ﺘﻔﺭﻗﻭﺍ}  ( 34 ) . ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻴـﺄﻤﺭ ﺴـﺒﺤﺎﻨﻪ ﺒﻠﺯﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻬﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻔﺭﻕ، ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻨﺎﻥ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻡ ﺸﻌﺜﻬﺎ، ﻭﻴﻭﺤﺩ ﺼﻔﻬﺎ، ﻭﻓـﻲ ﻟﺯﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ، ﻟﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺃﺴﻭﺩ ﺒـﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﺤﻤﺎﺩ ﺒﻥ ﺴﻠﻤﺔ ﻋﻥ ﺴ ﻬﻴل ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﻋﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻗﺎل ": ﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﺯ ﻭﺠلﱠ ﺭﻀﻲ ﻟﻜﻡ ﺜﻠﺎﺜﺎ ﻭﻜﺭﻩ ﻟﻜﻡ ﺜﻠﺎﺜﺎ ؛ ﺭﻀﻲ ﻟﻜـﻡ ﺃﻥ ﺘﻌﺒـﺩﻭﻩ ﻭﻟـﺎ ﺘﺸﺭﻜﻭﺍ ﺒﻪ ﺸﻴﺌﺎ ، ﻭﺃﻥ ﺘﻨﺼﺤﻭﺍ ﻟﻤﻥ ﻭﻟﱠﺎﻩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻤﺭﻜﻡ ، ﻭﺃﻥ ﺘﻌﺘﺼﻤﻭﺍ ﺒﺤﺒل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﻟﺎ ﺘﻔﺭﻗـﻭﺍ . ﻭﻜﺭﻩ ﻟﻜﻡ ﻗﻴل ﻭﻗﺎل ، ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺴﺅﺍل ، ﻭﺇﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎل ". ( 35 ) ﻭﻗﺎل ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل : ﻭﺃﻥ ﺍﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺃﻨ ﺯل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻭﻻ ﺘﺘﱠﺒﻊ ﺃﻫﻭﺍﺀﻫﻡ ﻭﺍﺤﺫﺭﻫﻡ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﻨﻭﻙ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺇﻟﻴﻙ  ( 36 ) ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ : ﻓﺎﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺃﻨـﺯل ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻭﻻ ﺘﺘﱠﺒـﻊ ﺃﻫـﻭﺍﺀﻫﻡ  ( 37 ) ﻴﻘـﻭل ﺍﻟﺠﺼﺎﺹ : " ﺃﻻ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﻗﻭﻟﻪ : ﺨﺫ ﻤﻥ ﺃ ﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺼﺩﻗﺔ ﺘﻁﻬﺭﻫﻡ  ﻟﻡ ﻴﻭﺠﺏ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻷﺌﻤﺔ ﺒﻌﺩﻩ ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻪ : ﻴﺎﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺇﺫﺍ ﺠﺎﺀﻙ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺎﺕ ﻴﺒﺎﻴﻌﻨﻙ . ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻪ : ﻭﺃﻥ ﺍﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺍﻟﻠﱠﻪ  ﻭﻗﻭ :ﻟﻪ  ﻓﺈﻥ ﺠﺎﺀﻭﻙ ﻓﺎﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ  ﺘﺨﺼﻴﺹ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﺎﻟﻤﺨﺎﻁﺒﺔ ﻭﺍﻷﺌﻤﺔ ﺒﻌﺩﻩ ﻤﺭﺍﺩﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﻜﻡ ﻤﻌﻪ " ( 38 ) . ﻭﻤﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﻴﺎﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﺃﻁﻴﻌﻭﺍ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻭﺃﻁﻴﻌﻭﺍ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭﺃﻭﻟـﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻨﻜﻡ}  ( 39 ) . ﻭﺃﻭﻟﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻫﻡ ﻭﻻﺓ ﺃﻤﺭ ﺍﻷﻤﺔ . ﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ " ﺃﻭﻟـﻲ ﺍﻷﻤـﺭ " ( ﺫﻭﻱ ﺍﻷﻤﺭ ) ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ : " ﻭﻫﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﺒﻲ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﻗﺎل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻭﺯﺍﺩ : ﻭﺍﻟـﺩﻟﻴل ﻋﻠـﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻭﺍﺤﺩﻫﺎ ﺫﻭ ، ﺃﻱ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭﻟﻰ ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﻭﺍﺤﺩ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻟﻔﻅﻬﺎ ... ﻭﺭﺠﺢ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﻭﺍﺤﺘﺞ ﺒ ﺄ ﻥ ﻗﺭﻴﺸ ﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺍﻹﻤﺎﺭﺓ ﻭﻻ ﻴﻨﻘﺎﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﻴﺭ ، ﻓﺄﻤﺭﻭﺍ ﺒﺎﻟﻁﺎﻋﺔ ﻟﻤﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ، ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ : ( ﻤﻥ ﺃﻁﺎﻉ ﺃﻤﻴﺭﻱ ﻓﻘﺩ ﺃﻁﺎﻋﻨﻲ ) ( 40 ) ﻭﻗﺎل ﺃﻴﻀﺎ : " ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺇﺸـﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ – ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺇ- ﻟﻰ ﺘﺭﺠﻴﺢ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺼﺎﺌﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻲ ﻁﺎﻋﺔ ﺍﻷﻤـﺭﺍﺀ ، ﺨﻼﻓ ﺎ ﻟﻤﻥ ﻗﺎل : ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻭﻗﺩ ﺭﺠﺢ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀ ﺎ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ... ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﻴﻴﻨﺔ : ﺴﺄﻟﺕ ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺃﺴﻠﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﺤﺩ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻜﻌﺏ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻘﺎل : ﺍﻗﺭﺃ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺘﻌﺭﻑ ، ﻓﻘﺭﺃﺕ  ﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻴﺄﻤﺭﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺅﺩﻭﺍ ﺍﻷﻤﺎﻨﺎﺕ ﺇﻟـﻰ ﺃﻫﻠﻬـﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺤﻜﻤـﺘﻡ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻨﱠـﺎﺱ ﺃﻥ ﺘﺤﻜﻤـﻭﺍ ﺒﺎﻟﻌﺩل  ( 41 ) . ﻓﻘﺎل : ﻫﺫﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﺓ ". ( 42 ) ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ : ﺃﺨﺭﺝ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻲ ﺴﻨﻨﻪ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺒﺤﺭ ﺒﻥ ﺒﺭﻱ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﺎﺘﻡ ﺒـﻥ ﺇﺴـﻤ ﺎ ﻋﻴل ﺤ ﺩﺜﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺠﻠﺎﻥ ﻋﻥ ﻨﺎﻓﻊ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻠﻤﺔ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺨﺩﺭﻱ ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻗﺎل : " ﺇﺫﺍ ﺨﺭﺝ ﺜﻠﺎﺜﺔ ﻓﻲ ﺴﻔﺭ ﻓﻠﻴﺅﻤﺭﻭﺍ ﺃﺤﺩﻫﻡ ". ﻭﺒﺎﻹﺴﻨﺎﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭ ﻴﺭﺓ ﻤﺭﻓﻭﻋﺎ ﺒﻠﻔﻅ : " ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺜﻠﺎﺜﺔ ﻓﻲ ﺴﻔﺭ .." ( 43 ) ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺃﺤﻤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﺴﻥ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺍﺒﻥ ﻟﻬﻴﻌﺔ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻫﺒﻴﺭﺓ ﻋـﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﻴﺸﺎﻨﻲ ﻋﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺃﻥ ﺭﺴ ﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻗﺎل ": ﻭﻟـﺎ ﻴﺤـلﱡ ﻟﺜﻠﺎﺜﺔ ﻨﻔﺭ ﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﺒﺄﺭﺽ ﻓﻠﺎﺓ ﺇﻟﱠﺎ ﺃﻤﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﺤﺩﻫﻡ " ( 44 ) ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﺩ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺅﻤﺭﻭﺍ ﻋﻠ ﻴﻬﻡ ﺃﺤﺩﻫﻡ، ﻟﺌﻼ ﻴﺴﺎﻓﺭﻭﺍ ﺒﻐﻴﺭ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺘﺭﻋﻰ ﺸﺅﻭﻨﻬﻡ ﻭﺘﻨﻅﻡ ﺃﻤﺭﻫﻡ، ﻭﻗﺩ ﺃﻜـﺩ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺍﻹﻤﺎﺭﺓ ﺒﻠﻔﻅ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﺅﻜﺩﺍ ﺒﻼﻡ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ " ﻓﻠﻴﺅﻤﺭﻭﺍ " ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺏ " ﻻ ﻴﺤـل ". ﻗﺎل ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ :" ﻓﻠﻴﺅﻤﺭﻭﺍ ﻨ ﺩﺒﺎ ﻭﻗﻴل ﻭﺠﻭﺒﺎ ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻭﻱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ ﺃﺤﺩﻫﻡ ، ﺃﻱ ﻓﻠﻴ ﺘﺨﺫﻭﻩ ﺃﻤﻴﺭ ﺍ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻴﺴﻤﻌﻭﻥ ﻟﻪ ﻭﻴﻁﻴﻌﻭﻨﻪ ﻭﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﻴﺼﺩﺭﻭﻥ " ( 45 ) ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﺠﻤﻊ ﻟـﺭﺃﻴﻬﻡ ﻭﺃﺩﻋـﻰ ﻻﺘﻔـﺎﻗﻬﻡ ﻭﺃﺠﻤﻊ ﻟﺸﻤﻠﻬﻡ ﻓﺎﻟﺘﺄﻤﻴﺭ ﺴﻨﺔ ﻤﺅﻜﺩﺓ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺭﺭ ﻤﻥ ﺤﺼﻭل ﺍﻻﻨﺘﻅﺎﻡ ﺒﻪ ﻟﻜﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻸﻤﻴﺭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺤﺩﻭﺩ ﻭﻻ ﺘﻌﺯﻴﺭ ". ﻓﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻜﺎﻤﻼ ﺒﻐﻴﺭ ﻗﻴـﺎﺩﺓ ﺘﺴﻭﺴﻬﺎ ﻭﺘﺭﻋﻰ ﺸﺅﻭﻨﻬﺎ، ﻭﺘﻘﻴﻡ ﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺘﺄﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺘﻨﻬﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ، ﻭﺘﺭﻓﻊ ﺭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻁﺎﻤﻌﻴﻥ، ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ . ﺜﺎﻨﻴﺎ : ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺴﻠﻡ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﻲ ﻭﻫﺏ ﺒﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻁ ﻲ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋـﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﺭﻱ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻨﻀﺭﺓ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺨﺩﺭﻱ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﱠﻡ : " ﺇﺫﺍ ﺒﻭﻴﻊ ﻟﺨﻠﻴﻔﺘﻴﻥ ﻓﺎﻗﺘﻠﻭﺍ ﺍﻟﺂﺨﺭ ﻤﻨﻬﻤﺎ ". ﻭﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺸﻴﺒﺔ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻴﻭﻨﺱ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻴﻌﻔﻭﺭ ﻋﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﻋـﻥ ﻋﺭﻓﺠـﺔ ﻗﺎل : ﺴﻤﻌﺕ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻴﻘﻭل : " ﻤﻥ ﺃﺘﺎﻜﻡ ﻭﺃﻤﺭﻜﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺠـل ﻭﺍﺤـﺩ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺸﻕﱠ ﻋﺼﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﻴﻔﺭﻕ ﺠﻤﺎﻋﺘﻜﻡ ﻓﺎﻗﺘﻠﻭﻩ ". ( 46 ) ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺒﺸﱠﺎﺭ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺠﻌﻔﺭ ﺤـﺩﺜﻨﺎ ﺸﻌﺒﺔ ﻋﻥ ﻓﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺯﺍﺯ ﻗﺎل ﺴﻤﻌﺕ ﺃﺒﺎ ﺤﺎﺯﻡ ﻗﺎل : ﺴﻤﻌ ﺕ ﺃﺒﺎ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻗﺎل : " ﻭﺴﻴﻜﻭﻥ ﺨﻠﻔﺎﺀ ﻓﻴﻜﺜﺭﻭﻥ ؛" ﻗﺎﻟﻭﺍ : ﻓﻤﺎ ﺘﺄﻤﺭﻨﺎ ؟ ﻗﺎل ": ﻓﻭﺍ ﺒﺒﻴﻌـﺔ ﺍﻟـﺄﻭل ﻓﺎﻟـﺄﻭل ، ﺃﻋﻁﻭﻫﻡ ﺤﻘﱠﻬﻡ ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺴﺎﺌﻠﻬﻡ ﻋ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺭﻋﺎﻫﻡ ". ( 47 ) ﻨﺭﻯ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﻭﺤـﺩﺓ ﺍﻷﻤـﺔ ﺘﺤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ، ﻭﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﺤﺩ، ﻗﺎل ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻨﻲ : " ﺩﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺨﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺇﻤﺎﻡ ﻗﺩ ﺍﺠﺘﻤﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ... ﻓﺈﻨ ﻪ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻘﺘل ﻹﺩﺨﺎﻟﻪ ﺍﻟﻀﺭ ﺭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺩ " ( 48 ) . ﻓـﺈﺫﺍ ﺍﺭﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺭﺠﻼ ﻤﻨﻬﻡ ﻓﺒﺎﻴﻌﻭﻩ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺇﻤﺎﻤﻬﻡ؛ ﻓﻘﺩ ﻭﺠﺒﺕ ﻤﻭﺍﻻﺘﻪ ﻭﻁﺎﻋﺘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗـﺎﻡ ﺒﻌـﺩ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ( ﻓﺎﻗﺘﻠﻭﺍ ﺍﻟﺂﺨﺭ ﻤﻨﻬﻤﺎ ) ﻷﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺃﻤﺭﻫﺎ، ﻤﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﻓﺭﺩ ﺨﻠﻊ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﻓﺭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ . ﻓﺈﻥ ﺒﻭﻴ ﻊ ﻟﺭﺠل ﺒﻌﺩ ﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﺎﻟﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻭل، ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺘﻔﺭﻕ ﺍﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺌﻤﺔ ﻭﺤﻜﺎﻡ، ﻓﺈﻥ ﺃﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭﻩ ﻭﺠﺏ ﻗﺘﻠـﻪ ﻭﻤـﻥ ﺒﺎﻴﻌﻪ ﺇﻥ ﺸﺎﻴﻌﻪ ﻭﻨﺎﺼﺭﻩ . ﻭﻫﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻜﺩﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﻭﻓـﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ، ﺭﻭﻯ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﻱ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺴﻘﻴﻔﺔ ﺒﻨﻲ ﺴﺎﻋﺩﺓ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺴﻌﺩ ﻋﻥ ﺼﺎﻟﺢ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﺸﻬﺎﺏ ﻋﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻋﺘﺒﺔ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎل " ﻗﺎل ﻋﻤ :ﺭ ﻭﺇﻨﱠﺎ ﻭﺍﻟﻠﱠﻪ ﻤﺎ ﻭﺠﺩﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺤﻀﺭﻨﺎ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺃﻗﻭﻯ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﻴﻌـﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺨﺸﻴﻨﺎ ﺇﻥ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺒﻴﻌﺔ ﺃﻥ ﻴﺒﺎﻴﻌﻭﺍ ﺭﺠﻠﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﻌﺩﻨﺎ ﻓﺈﻤﺎ ﺒﺎﻴﻌﻨﺎﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟـﺎ ﻨﺭﻀﻰ ﻭﺇ ﻤﺎ ﻨﺨﺎﻟﻔﻬﻡ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻓﺴﺎﺩ ، ﻓﻤﻥ ﺒﺎﻴﻊ ﺭﺠﻠﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻠﺎ ﻴﺘﺎﺒﻊ ﻫﻭ ﻭﻟﺎ ﺍﻟﱠﺫﻱ ﺒﺎﻴﻌﻪ ﺘﻐﺭﺓ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﻠﺎ ". ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﻠﺎل ﻋﻥ ﻫﺸـﺎﻡ ﺒـﻥ ﻋﺭﻭﺓ ﻗﺎل ﺃﺨﺒﺭﻨﻲ ﻋﺭﻭﺓ ﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡﺍﺠﺘﻤﻌﺕ ﺍﻟﺄﻨﺼﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻌﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺴﻘﻴﻔﺔ ﺒ ﻨﻲ ﺴﺎﻋﺩﺓ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ : ﻤﻨﱠﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﻭﻤـﻨﻜﻡ ﺃﻤﻴـﺭ ، ﻓﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻭﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﱠﺎﺏ ﻭﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ ﻓﺫﻫﺏ ﻋﻤﺭ ﻴﺘﻜﻠﱠﻡ ﻓﺄﺴﻜﺘﻪ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ، ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻤﺭ ﻴﻘﻭل : ﻭﺍﻟﻠﱠﻪ ﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻟﱠﺎ ﺃﻨﱢﻲ ﻗﺩ ﻫﻴﺄﺕ ﻜﻠﺎﻤﺎ ﻗﺩ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ؛ ﺨﺸﻴﺕ ﺃﻥ ﻟﺎ ﻴﺒﻠﻐﻪ ﺃﺒـﻭ ﺒﻜﺭ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻠﱠﻡ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻓﺘﻜﻠﱠﻡ ﺃﺒﻠﻎ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ ، ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻜﻠﺎﻤﻪ : ﻨﺤﻥ ﺍﻟﺄﻤﺭﺍﺀ ﻭﺃﻨﺘﻡ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ . ﻓﻘﺎل ﺤﺒﺎﺏ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻨﺫﺭ : ﻟﺎ ﻭﺍﻟﻠﱠﻪ ﻟﺎ ﻨﻔﻌل ﻤﻨﱠﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﻭﻤﻨﻜﻡ ﺃﻤﻴﺭ ، ﻓﻘﺎل ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ : ﻟﺎ ﻭﻟﻜﻨﱠﺎ ﺍﻟﺄﻤﺭﺍﺀ ﻭﺃﻨﺘﻡ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ، ﻫـﻡ ﺃﻭﺴﻁ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺩﺍﺭﺍ ﻭﺃﻋﺭﺒﻬﻡ ﺃﺤﺴﺎﺒﺎ ، ﻓﺒﺎﻴﻌﻭﺍ ﻋﻤﺭ ﺃﻭ ﺃﺒﺎ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ . ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺭ : ﺒل ﻨﺒﺎﻴﻌـﻙ ﺃﻨﺕ ، ﻓﺄﻨﺕ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻭﺨﻴﺭﻨﺎ ﻭﺃﺤﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ، ﻓﺄﺨﺫ ﻋﻤـﺭ ﺒﻴـﺩﻩ ﻓﺒﺎﻴﻌـﻪ ﻭﺒﺎﻴﻌﻪ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ " ( 49 ) ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﺩل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭ ﺏ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﺒل ﻭﺍﻨﺒﺭﻭﺍ ﻟﻠﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻗﺎل ﺒﺄﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺴﻨﺔ ﻤﺅﻜﺩﺓ، ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ : ( ﺍﺴﺘﺩل ﺒﻪ ﺍﻟﺩﺍﻭﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺴﻨﺔ ﻤﺅﻜـﺩﺓ ، ﻷﻨﻬﻡ ﺃﻗﺎﻤﻭﺍ ﻤﺩﺓ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻬﻡ ﺇﻤﺎﻡ ﺤﺘﻰ ﺒﻭﻴﻊ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ، ﻭﺘ ﻌﻘﺏ ﺒﺎﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﺒﺄﻨﻬﻡ ﺘ ﺭﻜﻭﺍ ﻷﺠل ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﺃﻋﻅﻡ ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏل ﺒﺩﻓﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺤﺘﻰ ﻓﺭﻏـﻭﺍ ﻤﻨﻬـﺎ ، ﻭﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺯﻤﻥ ﻴﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﻴﻭﻡ ﻴﻐﺘﻔﺭ ﻤﺜﻠﻪ ﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ). ( 50 ) ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ : ( ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﻓﺭﺽ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﺠﺏ ﻻ ﻓﻲ ﻗﺭﻴﺵ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺭﻫﻡ ، ﻟﻤﺎ ﺴـﺎﻏﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﻟﻘﺎل ﻗﺎﺌل : ﺇﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﻭﺍﺠﺒﺔ ﻻ ﻓﻲ ﻗﺭﻴﺵ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺭﻫﻡ ، ﻓﻤـﺎ ﻟﺘﻨﺎﺯﻟﻜﻡ ﻭﺠﻪ ﻭﻻ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﻟﻴﺱ ﺒﻭﺍﺠﺏ ، ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺭﻀ ﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺤﻀـﺭﺘﻪ ﺍﻟﻭﻓـﺎﺓ ﻋﻬﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻤﺎ ﻤ ﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﻘل ﻟﻪ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻴﻙ؛ ﻓﺩل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺒﻬﺎ ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺭﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻪ ﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ). ( 51 ) ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ : ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻤﺭﺕ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺒﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤل : ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺒﻨﻬﺎﻴﺔ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﻴﻥ . ﺜﻡ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﻀﻭﺽ، ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﻭﺍﻨﺘﻬﻰ ﺒﺴـﻘﻭﻁ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ . ﺘﻼﻩ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻌﻴﺵ ﻤﺭﺤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻭﻡ . " ﻓﺎﻟﺫﻱ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺽ ﻗـﺩ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺒﺎﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻁﻨﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ، ﻭﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﺤﺘـﻰ ﺍﻵﻥ، ﻭﻫـﻭ ﻻﺯﺍل ﻤﺴﺘﻤﺭﺍ، ﻭﻤﻅﻬﺭﻩ ﺘﻠﻙ ﺍﻻﻨﻘﻼﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻬﺎ ﺘﻭﺼل ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻏﺼﺒﺎ ﻋـﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺏ، ﻭﺒﺩﻭﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﻷﻤﺔ، ﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺎﺕ ﺒﺩﺃﻫﺎ ﻜﻤﺎل ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ، ﻭﺘﺘﺎﺒﻌﺕ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ". ( 52 ) ﻭﻨﺤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻨﻨﺘﻅﺭ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ . ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺒﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻁﱠﻴﺎﻟﺴﻲ ﺤﺩﺜ ﻨﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﻭﺍﺴﻁﻲ ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺤﺒﻴﺏ ﺒـﻥ ﺴـﺎﻟﻡ ﻋـﻥ ﺍﻟﻨﱡﻌﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺸﻴﺭ ﻗﺎل : ﻜﻨﱠﺎ ﻗﻌﻭﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﻤﻊ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ، ﻭﻜـﺎﻥ ﺒﺸـﻴﺭ ﺭﺠﻠﺎ ﻴﻜﻑﱡ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﺃﺒ ﻭ ﺜﻌﻠﺒﺔ ﺍﻟﺨﺸﻨﻲ ﻓﻘﺎل : ﻴﺎ ﺒﺸﻴﺭ ﺒﻥ ﺴﻌﺩ ﺃﺘﺤﻔﻅ ﺤﺩﻴﺙ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼـﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺄﻤﺭﺍﺀ ؟ ﻓﻘﺎل ﺤﺫﻴﻔﺔ : ﺃﻨﺎ ﺃﺤﻔﻅ ﺨﻁﺒﺘﻪ ، ﻓﺠﻠﺱ ﺃﺒﻭ ﺜﻌﻠﺒﺔ ﻓﻘﺎل ﺤﺫﻴﻔﺔ : ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟ ﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ : " ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﱡﺒﻭﺓ ﻓﻴﻜﻡ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬـﺎ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻠﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﱡﺒﻭﺓ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓ ﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬـﺎ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻠﻜﺎ ﻋﺎﻀﺎ ( 53 ) ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻠﻜـﺎ ﺠﺒﺭﻴﺔ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻌﻬ ﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻠﺎﻓـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﻨﻬـﺎﺝ ﺍﻟﻨﱡﺒﻭﺓ " ﺜﻡ ﺴﻜﺕ . ﻗﺎل ﺤﺒﻴﺏ : ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻨﱡﻌﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺸـﻴﺭ ﻓـﻲ ﺼﺤﺎﺒﺘﻪ ﻓﻜﺘﺒﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤ ﺩﻴﺙ ﺃﺫﻜﱢﺭﻩ ﺇﻴﺎﻩ ﻓﻘﻠﺕ ﻟﻪ ﺇﻨﱢﻲ ﺃﺭﺠﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻴﻌﻨﻲ ﻋﻤﺭ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺽ ﻭﺍﻟﺠﺒﺭﻴﺔ ﻓﺄﺩﺨل ﻜﺘﺎﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻓﺴﺭ ﺒﻪ ﻭﺃﻋﺠﺒﻪ . ( 54 ) ﻴﻘﻭل ﺍﻷﻟﺒﺎﻨﻲ ﺭﺤﻤ ﻪ ﺍﷲ : " ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﺤﻤل ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴـﺯ ﻷﻥ ﺨﻼﻓﺘـﻪ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺒﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﻠﻜﺎﻥ، ﻤﻠﻙ ﻋﺎﺽ ﻭﻤﻠﻙ ﺠﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ ". ( 55 ) ﻜﻤﺎ ﺃﺨﺭﺝ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﻔﱠﺎﻥ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﻤﺎﺩ ﺒﻥ ﺴﻠﻤﺔ ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭﺓ ﻗﺎل : ﻭﻓﺩﻨﺎ ﻤﻊ ﺯﻴﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﻭﻓﻴﻨﺎ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭﺓ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺩﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺠﺏ ﺒﻭﻓﺩ ﻤﺎ ﺃﻋﺠﺏ ﺒﻨﺎ . ﻓﻘﺎل : ﻴﺎ ﺃﺒﺎ ﺒﻜﺭﺓ ﺤﺩﺜﻨ ﺎ ﺒﺸﻲﺀ ﺴﻤﻌﺘﻪ ﻤﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻓﻘﺎل : ﻜﺎﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻴﻌﺠﺒﻪ ﺍﻟﺭﺅﻴﺎ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﻴﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎل ﺫﺍﺕ ﻴﻭﻡ : " ﺃﻴﻜﻡ ﺭﺃﻯ ﺭﺅﻴﺎ ﻓﻘﺎل ﺭﺠل : ﺃﻨﺎ ﺭﺃﻴﺕ ﻜﺄﻥ ﻤﻴﺯﺍﻨﺎ ﺩﻟﱢﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻭﺯﻨﺕ ﺃﻨﺕ ﻭﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻓﺭﺠﺤـﺕ ﺒﺄﺒﻲ ﺒﻜﺭ ، ﺜﻡ ﻭﺯﻥ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻭﻋﻤﺭ ﻓﺭﺠﺢ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺒﻌﻤﺭ ، ﺜﻡ ﻭﺯﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻌﺜﻤﺎﻥ ﻓﺭﺠﺢ ﻋﻤﺭ ﺒﻌﺜﻤﺎﻥ ﺜﻡ ﺭﻓ ﻊ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ ﻓﺎﺴﺘﺎﺀ ﻟﻬﺎ " ﺜﻡ ﻗﺎل ": ﺨﻠﺎﻓﺔ ﻨﺒﻭﺓ ﺜﻡ ﻴﺅﺘﻲ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ " ( 56 ) ﻭﺴﻨﺘﺎﻭل ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻜل ﻁﻭﺭ ﻤﻥ ﺃﻁﻭﺍﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﻙ ﺤﺘﻰ ﻨﺼل ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓـﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺒﺈﺫﻨﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ . ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل : ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺒﻜﱠﺎﺭ ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺨﻠﱠﺎﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺃﻨﱠﻪ ﺴﻤﻊ ﺃﺒﺎ ﺍﻟﻁﱡﻔﻴل ﻴﺤﺩﺙ ﺃﻨﱠﻪ ﺴﻤﻊ ﺤﺫﻴﻔﺔ ﺒﻥ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ ﻴﻘﻭل : ﻴﺎ ﺃ ﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ ﺃﻟﺎ ﺘﺴﺄﻟﻭﻨﻲ ؟ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﺄﻟﻭﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﻜﻨﺕ ﺃﺴﺄﻟﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﱠﺭ ، ﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻌﺙ ﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻠﺎﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﺎﻡ ﻓﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ ﻤ ﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺈﻴﻤﺎﻥ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻀﻠﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺩﻯ ﻓﺎﺴﺘﺠﺎﺏ ﻤﻥ ﺍﺴـﺘﺠﺎﺏ ﻓﺤﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕﱢ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻴﺘﺎ ﻭﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺤﻴﺎ ، ﺜﻡ ﺫﻫﺒﺕ ﺍﻟﻨﱡﺒﻭﺓ ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺨﻠﺎﻓـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﱡﺒﻭﺓ ." ( 57 ) ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﺴﻁﻲ ﻭﻜﺎﻥ ﺜﻘﺔ ﻗﺎل ﺴﻤﻌﺕ ﺤﺒﻴﺏ ﺒﻥ ﺴـﺎﻟﻡ ﻗـﺎل ﺴﻤﻌﺕ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺸﻴﺭ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﺤﺫﻴﻔﺔ : ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ : " ﺇﻨﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻼﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ". ( 58 ) ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺨﻤﺴـﺔ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎ ﺃﻭ ﻨﺤﻭﻫﺎ ﻭﺩﻟﻴل ﺫﻟﻙ ﺤﺩﻴﺜﺎﻥ : ﺍﻷﻭل : ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺃﺤﻤﺩ ﺒـﻥ ﻤﻨﻴـﻊ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺴﺭﻴﺞ ﺒﻥ ﺍﻟﻨﱡﻌﻤﺎﻥ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﺸﺭﺝ ﺒﻥ ﻨ ﺒﺎﺘﺔ ﻋﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺠﻤﻬﺎﻥ ﻗﺎل ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﺎل : ﻗـﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ : " ﺍﻟﺨﻠﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺃﻤﺘﻲ ﺜﻠﺎﺜﻭﻥ ﺴﻨﺔ ، ﺜﻡ ﻤﻠﻙ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ". ﺜـﻡ ﻗـﺎل ﻟـﻲ ﺴﻔﻴﻨﺔ : ﺃﻤﺴﻙ ﺨﻠﺎﻓﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜ ﺭ ﺜﻡ ﻗﺎل ﻭﺨﻠﺎﻓﺔ ﻋﻤﺭ ﻭﺨﻠﺎﻓﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﺜﻡ ﻗﺎل ﻟﻲ : ﺃﻤﺴﻙ ﺨﻠﺎﻓﺔ ﻋﻠـﻲ . ﻗﺎل : ﻓﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﺜﻠﺎﺜﻴﻥ ﺴﻨﺔ . ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ ": ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺜﻼﺜﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﻭﺴﺎ ﺌﺭﻫﻡ ﻤﻠﻭﻙ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻔـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ " ( 59 ) ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ : ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺄﻨﺒﺎﺭﻱ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻋﻥ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﻋـﻥ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﻋﻥ ﺭﺒﻌﻲ ﺒﻥ ﺤﺭﺍﺵ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﺀ ﺒﻥ ﻨﺎﺠﻴﺔ ﻋﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠ ﻡ ﻗﺎل $": ﺘﺩﻭﺭ ﺭﺤﻰ ﺍﻟﺈﺴﻠﺎﻡ ﻟﺨﻤﺱ ﻭﺜﻠﺎﺜﻴﻥ ﺃﻭ ﺴﺕﱟ ﻭﺜﻠﺎﺜﻴﻥ ﺃﻭ ﺴﺒﻊ ﻭﺜﻠﺎﺜﻴﻥ ، ﻓﺈﻥ ﻴﻬﻠﻜـﻭﺍ ﻓﺴﺒﻴل ﻤﻥ ﻫﻠﻙ ، ﻭﺇﻥ ﻴﻘﻡ ﻟﻬﻡ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﻴﻘﻡ ﻟﻬﻡ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎ ". ﻗﺎل : ﻗﻠﺕ : ﺃﻤﻤﺎ ﺒﻘﻲ ﺃﻭ ﻤﻤ ﺎ ﻤﻀﻰ ؟ ﻗﺎل : ﻤﻤﺎ ﻤﻀﻰ ."$ ( 60 ) ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻗﻭﻟﻪ : " ﺘﺩﻭﺭ ﺭﺤﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ": ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻟﺨﻤﺱ ﻭﺜﻼﺜـﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﻨﺤﻭﻫﺎ ﻗﺎل ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺃﺒﺎﺩﻱ : " ﺍﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺒﻴـﺎﻥ ﻤﻌﻨـﻰ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺭﺤـﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ .. ﻗﺎل ﺍﻷﻜﺜﺭﻭﻥ : ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺩﻭﺭﺍﻥ ﺭﺤﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻭﻻﺓ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻓﺘﻭﺭ ﻭﻻ ﻓﻁﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺔ ﺨﻤﺱ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﺃﻭ ﺴﺕ ﻭﺜﻼﺜـﻴﻥ ﺃﻭ ﺴﺒﻊ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺒﺩﻟﻴل ﻗﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﻤﺎ ﻤﻀﻰ " ( 61 ) ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺜﻼﺜﻭﻥ ﺃﻭ ﺨﻤﺱ ﺃﻭ ﺴﺕ ﺃﻭ ﺴﺒﻊ ﻭﺜﻼﺜﻭﻥ ﺴﻨﺔ، ﻭﻫﻲ ﺨﻼﻓﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﻭﻋﻤﺭ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻡ، ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻀﻴﻑ ﻟﻬـﻡ ﺍﻟﺤﺴـﻥ ﺒـﻥ ﻋﻠﻲ ( 62 ) ﺃﻭ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ . ﺃﺨﺭﺝ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺤﻴﻰ ﺒـﻥ ﻓـﺎﺭﺱ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻗﺒﻴﺼﺔ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﺴ ﻤﺎﻙ ﻗﺎل ﺴﻤﻌﺕ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﱠﻭﺭﻱ ﻴﻘﻭل ": ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺨﻤﺴﺔ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻭﻋﻤـﺭ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ ﻭﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺭﻀﻲ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻨﻬﻡ ". ( 63 ) ﺜﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﻙ – ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺤﻤﺩ ﻭﺒﻨﺤﻭﻩ ﻟﻔﻅ ﺃﺒﻲ ﺩﺍﻭﺩ، ﻭﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻤﻠﻜﺎ . ﺃﻤﺎ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻻﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﺭﺠﻼ ﻓﻘﺩ ﺭﻭﺍﻩ ﺠﺎﺒﺭ ﺒﻥ ﺴﻤﺭﺓ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﺨﺭﺠﻪ ﻤﺴﻠﻡ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠـﻙ ﺒـﻥ ﻋﻤﻴﺭ ﻋﻥ ﺠﺎﺒﺭ ﺒﻥ ﺴﻤﺭ ﺓ ﻗﺎل ﺴﻤﻌﺕ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻴﻘﻭل $": ﻟﺎ ﻴﺯﺍل ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱ ﻤﺎﻀﻴﺎ ﻤﺎ ﻭﻟﻴﻬﻡ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﺭﺠﻠﺎ "$ ﺜﻡ ﺘﻜﻠﱠﻡ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﺨﻔﻴﺕ ﻋﻠﻲ ﻓﺴﺄﻟﺕ ﺃﺒﻲ : ﻤـ ﺎﺫﺍ ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻓﻘﺎل " ﻜﻠﱡﻬﻡ ﻤﻥ ﻗﺭﻴﺵ ". ( 64 ) ﻭﻗﺩ ﻴﻅﻥ ﻤﻥ ﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺤﺩﻴﺙ ﺠﺎﺒﺭ ﺒﻥ ﺴﻤﺭﺓ ﺃﻥ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺘﻌﺎﺭﻀﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺜﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ ﻴﻔﻴﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﻴﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎ ﺃﻭ ﻨﺤﻭﻫﺎ، ﺒﻴ ﻨﻤﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻴﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ – ﺃﻱ ﺍﻟﺩﻴﻥ – ﻋﺯﻴﺯﺍ ﻤﻨﻴﻌﺎ ﻅﺎﻫﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻨﺎﻭﺃﻩ ﻤﺎ ﻭﻟﻴﻪ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﺭﺠﻼ، ﻓﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻡ ﻤﻠﻭﻙ ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﻅل ﺤﻜﻤﻬﻡ ﻋﺯﻴﺯﺍ ﻤﻨﻴﻌﺎ، ﻭﻜﻠﻬﻡ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨـﺎﺱ . ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ ﺒﻌﺩ ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ ﺤﺩﻴﺙ ﺴﻔﻴﻨﺔ (: ﻫﺫﺍ ﺨﺒﺭ ﺃﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺤﻜﻡ ﺼـﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﺃﻥ ﺁﺨﺭﻩ ﻴﻨﻘﺽ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺼﻁﻔﻰ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﺨﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺜﻼﺜـﻭﻥ ﺴـﻨﺔ، ﺜـﻡ ﻗـﺎل : ﻭﺴﺎﺌﺭﻫﻡ ﻤﻠﻭﻙ ﻓﺠﻌل ﻤﻥ ﺘﻘﻠﺩ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﻤﻠﻭﻜﺎ ﻜﻠﻬﻡ . ﺜـﻡ ﻗـﺎل : ﻭﺍﻟﺨﻠﻔـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﻓﺠﻌل ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺍﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﻓﻘﻁ، ﻓﻅﺎﻫﺭ ﻫﺫﻩ ﺍ ﻟﻠﻔﻅﺔ ﻴﻨﻘﺽ ﺃﻭل ﺍﻟﺨﺒـﺭ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺤﻤﺩ ﺍﷲ ﻭﻤﻨﻪ ﻜﺫﻟﻙ ..) ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل : (.. ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻨﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﻴﺠـﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل ﻟﻬﻡ ﺨﻠﻔﺎﺀ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺭ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻠﻭﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ . ﻭﺁﺨﺭ ﺍﻻ ﻲﺜﻨ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻜﺎﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ). ( 65 ) ﻭﻫل ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻤ ﺭﺍﺀ ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﻴﻥ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻲ ﺇﺜﺭ ﺒﻌﺽ؟ ﺃﻡ ﺇﻨﻬﻡ ﻤﺘﻔﺭﻗﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻤـﺔ؟ ﻫـﺫﺍ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺜﺎﺭ ﺨﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ (: ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺒﻁﺎل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻬﻠﺏ : " ﻟﻡ ﺃﻟﻕ ﺃﺤﺩﺍ ﻴﻘﻁﻊ ﻓـﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻌﻴﻥ ﻓﻘﻭﻡ ﻗﺎﻟﻭﺍ : ﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﺒﺘﻭﺍﻟﻲ ﺇﻤﺎﺭﺘﻬﻡ ﻭﻗﻭﻡ ﻗﺎﻟﻭﺍ : ﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺯﻤـﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻜﻠﻬﻡ ﻴﺩﻋﻲ ﺍﻹﻤﺎﺭﺓ ﻗﺎل ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺨﺒﺭ ﺒﺄﻋﺎﺠﻴـﺏ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺘﻥ ﺤﺘﻰ ﻴﻔﺘﺭﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻭﺍﺤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺜﻨﻰ ﻋﺸﺭ ﺃﻤﻴﺭﺍ ". ﻭﻗﺩ ﺃﺠﺎﺒ ﻪ ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ ﻓﻘﺎل : " ﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﻤﺴﻠﻡ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﺃﻨﻪ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘﺹ ﺒﻭﻻﻴﺘﻬﻡ ﻭﻫﻭ ﻜﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼ ﻡ ﻋﺯﻴﺯﺍ ﻤﻨﻴﻌﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺼـﻔﺔ ﺃﺨـﺭﻯ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻜﻠﻬﻡ ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻜﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻨﺩ ﺃﺒﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﺈﻨﻪ ﺃﺨﺭﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺒﻠﻔﻅ $": ﻟﺎ ﻴـﺯﺍل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻗﺎﺌﻤﺎ ﺤﺘﱠﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﻜﻠﱡﻬﻡ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺄﻤﺔ "$ ﻭﺃﺨﺭﺠ ﻪ ﺍﻟﻁﺒﺭﺍﻨﻲ ﻤـﻥ ﻭﺠﻪ ﺁﺨﺭ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﺒﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﻋﻥ ﺠﺎﺒﺭ ﺒﻥ ﺴﻤﺭﺓ ﺒﻠﻔﻅ : " ﻻ ﺘﻀﺭﻫﻡ ﻋﺩﺍﻭﺓ ﻤﻥ ﻋﺎﺩﺍﻫﻡ " ( 66 ) . ﻴﺘﺤﺼل ﻤﻥ ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ : 1 – ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻜﻠﻬﻡ ﻴﺩﻋﻲ ﺍﻹﻤﺎﺭﺓ، ﻭﻫﻭ ﻗـﻭل ﺍﻟﻤﻬﻠـﺏ، ﻭﻫـﻭ ﻤﻌﺎﺭﺽ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺤﺩﻴﺙ ﺃﺒﻲ ﺩﺍﻭﺩ ": ﻜﻠﱡﻬﻡ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺄﻤﺔ ." ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ : ( ﻓﺈﻥ ﻓـﻲ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﻴﻥ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻕ ﻓﻼ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ، ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻨﺩ ﺃﺒـﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺃﺤﻤﺩ ﻭﺍﻟﺒﺯﺍﺭ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺒﺴﻨﺩ ﺤﺴﻥ ، ﻋ ﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻤﺴـﻌﻭﺩ ﻭﻫـﻭ ﻴﻘﺭﺌﻨﺎ ﺍ ﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺭﺠل ﻴﺎ ﺃﺒﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻫل ﺴﺄﻟﺘﻡ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻜﻡ ﺘﻤﻠﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺄﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻠﻴﻔﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ : ﻤﺎ ﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﻤﻨﺫ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻗﺒﻠـﻙ ، ﺜـﻡ ﻗﺎل : ﻨﻌﻡ ، ﻭﻟﻘﺩ ﺴﺄﻟﻨﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻓﻘﺎل ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﻜﻌﺩﺓ ﻨﻘﺒﺎﺀ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ) ( 67 ) 2 – ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻭﺒﻌﺩ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ، ﻭﺇﻥ ﺤﻜﻡ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺤﻜﻤﻪ ﻓـﺄﺨﺒ ﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﻌﺩﻫﻡ ﻓﻜﺄﻨﻪ ﺃﺸﺎﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺃﻤﻴﺔ، ﻭﻜﺄﻥ ﻗﻭﻟﻪ ": ﻻ ﻴـﺯﺍل ﺍﻟﺩﻴﻥ " ﺃﻱ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻠﻲ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺜﻡ ﻴﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺼﻔﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﺸﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻟـﻰ، ﻗـﺎل : ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﱠﻡ ﻗﺎل : " ﺘﺩﻭﺭ ﺭﺤﻰ ﺍﻟﺈﺴﻠﺎﻡ ﻟﺨﻤﺱ ﻭﺜﻠﺎﺜﻴﻥ ﺃﻭ ﺴﺕﱟ ﻭﺜﻠﺎﺜﻴﻥ ﺃﻭ ﺴﺒﻊ ﻭﺜﻠﺎﺜﻴﻥ ﻓﺈﻥ ﻴﻬﻠﻜﻭﺍ ﻓﺴﺒﻴل ﻤﻥ ﻫﻠﻙ ﻭﺇﻥ ﻴﻘﻡ ﻟﻬﻡ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﻴﻘﻡ ﻟﻬﻡ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎ ﻗﺎ ل ﻗﻠﺕ ﺃﻤﻤﺎ ﺒﻘﻲ ﺃﻭ ﻤﻤﺎ ﻤﻀﻰ ﻗﺎل ﻤﻤﺎ ﻤﻀﻰ " ﻭﻫﻭ ﻗﻭل ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ : " ﻭﺃﻭل ﺒﻨﻲ ﺃﻤﻴﺔ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﻭﺁﺨﺭﻫﻡ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤ ﻤ ﺎﺭ ﻭﻋﺩﺘﻬﻡ ﺜﻼﺜـﺔ ﻋﺸﺭ ﻭﻻ ﻴﻌﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﻭﻻ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﻟﻜﻭﻨﻬﻡ ﺼﺤﺎﺒﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺴﻘﻁﻨﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﻟﻼﺨﺘﻼﻑ ﻓ ﻲ ﺼﺤﺒﺘﻪ، ﺃﻭ ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﺘﻐﻠﺒﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﺼﺤﺕ ﺍﻟﻌﺩﺓ ." 3 – ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﺭﺠﻼ ﻴﺘﻭﻟﻭﻥ ﺃﻤﺭﻫﺎ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻷﻤﺔ، ﻭﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﻓـﻲ ﺍﻷﻤﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ، ﻭﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﻥ ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻤﺘﻔـﺭﻗﻴﻥ ﻓـﻲ ﺃﻭﻗﺎ ﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﻜﺘﻤل ﻋﺩﺩﻫﻡ ﻭ ﻫﻭ ﻗﻭل ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻗـﺎل : " ﻟـ ﻡ ﻴﻘل : ﻻ ﻴﻠﻲ ﺇﻻ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻗﺎل : ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ . ﻭﻗﺩ ﻭﻟﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﻭﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺯﻴـﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻬﻡ . ﻗﺎل : ﻭﻫﺫﺍ ﺇﻥ ﺠﻌل ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﻭﻟﻰ ﻭﺇﻻ ﻓﻴﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﻴﺴﺘﺤ ﻕ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻤﻥ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﻗﺩ ﻤﻀﻰ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻭﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺓ ﻗﺒل ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ . ( 68 ) ﻗﻠﺕ : ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤل ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻲ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺠﺎﺒﺭ ﺒﻥ ﺴﻤﺭﺓ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﻭﻫـﻲ ﺍﻟﺜﻼﺜـﻴ ﻥ ﻋﺎﻤـﺎ ﺃﻭ ﻨﺤﻭﻫﺎ، ﺜﻡ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻴﻠﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻤﺭﺍﺀ ﻭﻤﻠﻭﻙ ﻓﻲ ﻋﻬﺩﻫﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﺯﻴﺯﺍ ﻤﺭﻫﻭﺏ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ، ﻻ ﻴﻀﺭﻩ ﻜﺜﺭﺓ ﺃﻋﺩﺍﺌﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺏ ﺭﺒﻨﺎ ﻭﻴﺭﻀﻰ، ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ ﻟﺤﺩﻴﺙ ﺴـﻔﻴﻨﺔ ": ﺍﻟ ﺨﻼﻓـﺔ ﺜﻼﺜـﻭﻥ ﺴـﻨﺔ ، ﻭﺴﺎﺌﺭﻫﻡ ﻤﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ " ، ﻭﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺒﻲ ﺩﺍﻭﺩ ": ﺨﻠﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﱡﺒﻭﺓ ﺜﻠﺎﺜﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﺜـﻡ ﻴـﺅﺘﻲ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ ﺃﻭ ﻤﻠﻜﻪ ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ " ﻭﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘـﻭﺍﻟﻲ ﻟﻴﺴـﻭﺍ ﻤﺘﻔـﺭﻗﻴﻥ ﺇﻥ ﺍﺴﺘﺜﻨﻴﻨﺎ ﺍﻷ ﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺼﻠﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻥ، ﻭﺍﻀﻁﺭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻻ ﺘﻠﺒﺙ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ ﺜﻡ ﻴﺭﺠﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻗﻭﻴﺎ ﻋﺯﻴﺯﺍ . ﻭﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻤـﺭﺍﺀ ﻭﺭﺠـﺎل ﻜﺜـﺭ ﻴﺘﻭﻟﻭﻥ ﺃﻤﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ، ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﺃﺯﻤﺎﻥ ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻜﺎﻷﻭﺍﺌل ﻓﻲ ﺍﺠ ﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﻓﻲ ﻗﻭﺘﻬﻡ ﻭﻋﺯﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻤﻨﻌﺔ ﺍﻷﻤﺔ ﻓﻲ ﻅﻠﻬﻡ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺒﺸﱠﺎﺭ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺠﻌﻔﺭ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺸﻌﺒﺔ ﻋﻥ ﻓﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺯﺍﺯ ﻗﺎل ﺴﻤﻌﺕ ﺃﺒﺎ ﺤﺎﺯﻡ ﻗﺎل ﻋﻥ ﻲﺃﺒ ﻫﺭ ﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﱠﺒﻲ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻗﺎل ": ﻭﺴﻴﻜﻭﻥ ﺨﻠﻔﺎﺀ ﻓﻴﻜﺜﺭﻭﻥ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻓﻤﺎ ﺘﺄﻤﺭﻨﺎ ﻗـﺎل ﻓﻭﺍ ﺒﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺄﻭل ﻓﺎﻟﺄﻭل ﺃﻋﻁﻭﻫﻡ ﺤﻘﱠﻬﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺴﺎﺌﻠﻬﻡ ﻋﻤﺎ ﺍﺴﺘﺭﻋﺎﻫﻡ " ( 69 ) ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ : ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺽ ﻭﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ : ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺤﺫﻴﻔﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺒﻤﺎ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﺜﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺽ ﺜﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ، ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺼﻔﺔ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻥ ﺃﻨـﻪ ﻤﻠـﻙ ﻋﻀـﻭﺽ ﻴﻌﺴﻑ ﺒﺎﻟﻨﺎﺱ ﻋﺴﻔﺎ ﻭﻴﻅﻠﻤﻬﻡ، ﺃﻋﻔﺭ ﻴﻘﻭﺩﻫﻡ ﺒﺎﻟﺩﻫﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻜﺭ ﻭﺍﻟﺨﺩﻴﻌ ﺔ، ﻭﻴﺘﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺘﺴﺘﺤل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭﺍﻟﺯﻨﺎ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺩﻡ . ﺃﺨﺭﺝ ﻤﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺼﺤﻴﺤﻪ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺸﻴﺒﺎﻥ ﺒﻥ ﻓـﺭﻭﺥ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻐﻴﺭﺓ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﻤﻴﺩ ﺒﻥ ﻫﻠﺎل ﻋﻥ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﻭﻱ ﻗﺎل ﺨﻁﺒﻨﺎ ﻋ ﺘﺒـﺔ ﺒـﻥ ﻏﺯﻭﺍﻥ ﻓﺤﻤﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻭﺃﺜﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺜﻡ ﻗﺎل : ".. ﻭﺇﻨﱠﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻨﺒﻭﺓ ﻗﻁﱡ ﺇﻟﱠﺎ ﺘﻨﺎﺴﺨﺕ ﺤﺘﱠـﻰ ﻴﻜـﻭﻥ ﺁﺨـﺭ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﻤﻠﻜﺎ ﻓﺴﺘﺨﺒﺭﻭﻥ ﻭﺘﺠﺭﺒﻭﻥ ﺍﻟﺄﻤﺭﺍﺀ ﺒﻌﺩﻨﺎ " ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺸﻴﺒﺔ : " ﻭ ﺇﻨﻪ ﻭﺍﷲ ﻤﺎ ﻜﺎﻨـﺕ ﻨﺒﻭﺓ ﺤﺘﻰ ﺘﻨﺎﺴﺨﺕ ﺇﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻠﻜﺎ ﻭﺠﺒﺭﻴﺔ ". ( 70 ) ﺍﻟﺩﺍﺭﻤﻲ ﺒﺴﻨﺩﻩ ﻗﺎل : ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺤﻤﺯﺓ ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺃﺒﻭ ﻭﻫـﺏ ﻋـﻥ ﻤﻜﺤﻭل ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺜﻌﻠﺒﺔ ﺍﻟﺨﺸﻨﻲ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺭ ﺍﺡ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ " ﺃﻭل ﺩﻴﻨﻜﻡ ﻨﺒﻭﺓ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﺜﻡ ﻤﻠﻙ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﺜﻡ ﻤﻠﻙ ﺃﻋﻔﺭ ﺜﻡ ﻤﻠﻙ ﻭﺠﺒﺭﻭﺕ ﻴﺴﺘﺤلﱡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻤـﺭ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺭ " ( 71 ) ﻭﻤﻌﻨﻰ " ﻤﻠﻙ ﺃﻋﻔﺭ ": ﺃﻱ ﻤﻠﻙ ﻴﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﺩﻫﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻜﺭ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻬﻡ ﻟﻠﺨﺒﻴﺙ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻋﻔﺭ ﻭﺍﻟﻌﻔـﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺒﺙ ﻭﺍﻟﺸﻴﻁﻨﺔ ، ﻗﺎل ﺍﻟﺩﺍﺭﻤﻲ ﻭﻗﺩ ﺴ ﺌل ﻋﻥ ﺃﻋﻔﺭ ﻓﻘﺎل : ﻴﺸﺒﻬﻪ ﺒﺎﻟﺘﱡﺭﺍﺏ ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺨﻴﺭ ( 72 ) ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ : ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ : ﻨﺤﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﻀﻭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺤﻠﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﺕ، ﻭﺭﻓﻊ ﻟﻠﻅﻠم ﻓﻴـﻪ ﺭﺍﻴـﺎﺕ، ﻭﺘﻭﺴﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺒﺎﻟﺨﺒﺙ ﻭﺍﻟﺩﻫﺎﺀ، ﻭﺤﻭﺭﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺄﻤﺭﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ، ﻭﻗﺘل ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺇﻟـﻰ ﺍﷲ، ﻓﻬل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﻤﻥ ﻨﻬﺎﻴﺔ؟ ﺩﻟﺕ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ . ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :  {ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻠﱠﻪ ﻴﻭﺭﺜﻬ ﺎ ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﱠﻘﻴﻥ}  ( 73 ) ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﺇﻨﱠﺎ ﻟﻨﻨﺼﺭ ﺭﺴـﻠﻨﺎ ﻭﺍﻟﱠﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻴﻭﻡ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻷﺸﻬﺎﺩ}  ( 74 ) ﻭﻗﺩ ﻭﻋﺩ ﺍﷲ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺒﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﻭﺍﻻﺴﺘﺨﻼﻑ ﻓـﻲ ﺍﻷ ﺭﺽ ﻗـﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻋﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺍﻟﱠﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻤﻨﻜﻡ ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻟﻴﺴﺘﺨﻠﻔﻨﱠﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﱠـﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻬﻡ ﻭﻟﻴﻤﻜﱢﻨﻥ ﻟﻬﻡ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﱠﺫﻱ ﺍﺭﺘﻀﻰ ﻟﻬﻡ ﻭﻟﻴﺒﺩﻟﻨﱠﻬﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺨﻭﻓﻬﻡ ﺃﻤﻨﺎ ﻴﻌﺒﺩﻭﻨﻨﻲ ﻻ ﻴﺸﺭﻜﻭﻥ ﺒﻲ ﺸﻴﺌﺎ ﻭﻤﻥ ﻜﻔﺭ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﺄﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﻔﺎﺴﻘﻭﻥ}  ( 75 ) ﻭﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻜﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﻤﻜﻴﻥ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺘﺕ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﻭﺃﻤﺭﺕ ﺒـﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﻨﻬﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻜﺜﻴﺭﺓ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻻﺴﺘﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ . ﺃﻤﺎ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺒﺎﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻭﻀﻭﺤﺎ ﻭﺒﻴﺎﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺭ ﺒﻌـﻭﺩﺓ ﺍﻟﺨﻼﻓـﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﻫﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺤﺫﻴﻔﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺒﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻜـﺎﺌﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺔ ﻨﺒﻭﺓ ﺜﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﺨﻼﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ، ﻭﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻤﻠﻙ ﻋﻀﻭﺽ ﺜـﻡ ﻤﻠـﻙ ﺠﺒﺭﻱ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ، ﻓﻼ ﻴﺒﻘﻰ ﺒﻌﺩﻩ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻨﺘﻅﺭ ﻗﺩﻭﻤﻬﺎ ﺒـﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ :" ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﱡﺒﻭﺓ ﻓﻴﻜﻡ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻠﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬـﺎﺝ ﺍﻟﻨﱡﺒ ﻭﺓ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻠﻜﺎ ﻋﺎﻀﺎ ﻓﻴﻜـﻭﻥ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻠﻜﺎ ﺠﺒﺭﻴﺔ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺸـﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻌﻬﺎ ، ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻠﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﱡﺒﻭﺓ " ﻜﻤﺎ ﺒﺸﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺍﻷﻤﺔ ﺒﺨﺭﻭﺝ ﺭﺠل ﺍﺴﻤﻪ ﺍﻟﻤﻬﺩﻱ ﻴﻤﻸ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺩﻻ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻤﻸﻫﺎ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺍﻟﺠﺒﺎﺒﺭﺓ ﻅﻠﻤﺎ ﻭﺠﻭﺭﺍ، ﻭﻴﺒﺫل ﺍﻟﻤﺎل ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﺠﺎﺌﻊ، ﻭﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺔ ﻤﻥ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻌﻁﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺩﻗﺔ، ﻭﺘﺨﺭﺝ ﺍﻷﺭﺽ ﻜﻨﻭﺯﻫﺎ ﻭﺨﻴﺭﺍﺘﻬﺎ، ﻴﻭﺤﺩ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ ﺘﺤـﺕ ﻟﻭﺍﺌـﻪ، ﺃﺨﺭﺝ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﺠﺎﺝ ﻭﺃﺒﻭ ﻨﻌﻴﻡ ﻗﺎﻟﺎ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻓﻁﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﺯﺓ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻁﱡﻔﻴل ﻗﺎل ﺤﺠﺎﺝ ﺴﻤﻌﺕ ﻋﻠﻴﺎ ﺭﻀﻲ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻨﻪ ﻴﻘﻭل : ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ : " ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺇﻟﱠﺎ ﻴﻭﻡ ﻟﺒﻌﺙ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﺯ ﻭﺠلﱠ ﺭﺠﻠﺎ ﻤﻨﱠﺎ ﻴﻤﻠﺅﻫ ﺎ ﻋﺩﻟﺎ ﻜﻤﺎ ﻤﻠﺌﺕ ﺠﻭﺭﺍ " ( 76 ) ﻭﻗﺎل : " ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺴﻬل ﺒﻥ ﺘﻤﺎﻡ ﺒﻥ ﺒﺯﻴﻊ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻘﻁﱠﺎﻥ ﻋﻥ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻨﻀﺭﺓ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺨﺩﺭﻱ ﻗﺎل : ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ : " ﺍﻟﻤﻬﺩﻱ ﻤﻨﱢﻲ ﺃﺠﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺃﻗﻨﻰ ﺍﻟـﺄﻨﻑ ﻴﻤﻠﺄ ﺍﻟﺄﺭﺽ ﻗﺴﻁﺎ ﻭﻋﺩﻟﺎ ﻜﻤﺎ ﻤﻠﺌﺕ ﺠﻭﺭﺍ ﻭﻅﻠﻤﺎ ﻴﻤﻠﻙ ﺴﺒﻊ ﺴﻨﻴﻥ ". ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﻭﺃﺤﻤﺩ : " ﺇﻥ ﻓﻲ ﺃﻤﺘﻲ ﺍﻟﻤﻬﺩﻱ ﻴﺨﺭﺝ ﻴﻌﻴﺵ ﺨﻤﺴﺎ ﺃﻭ ﺴﺒﻌﺎ ﺃﻭ ﺘ ﺴﻌﺎ - ﺯﻴﺩ ﺍﻟﺸﱠﺎﻙ – ﻗﺎل : ﻗﻠﻨﺎ : ﻭﻤﺎ ﺫﺍﻙ ؟ ﻗـﺎل : ﺴﻨﻴﻥ ، ﻗﺎل : ﻓﻴﺠﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺠل ﻓﻴﻘﻭل : ﻴﺎ ﻤﻬﺩﻱ ﺃﻋﻁﻨﻲ ﺃﻋﻁﻨﻲ . ﻗﺎل : ﻓﻴﺤﺜﻲ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺜﻭﺒﻪ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﺤﻤﻠﻪ " ( 77 ) ﺃﻤﺎ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺴﺘﺩل ﺒﻬﺎ ﻓﻠ ﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺃﻤﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻨﺘﺸﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺤﺘﻰ ﻴﺩﺨل ﻜل ﺒﻴﺕ ﺒﻌﺯ ﻋﺯﻴﺯ ﺃﻭ ﺒـﺫل ﺫﻟﻴـل ﻭ ﺃﻨﺎ ﺃﺴﻭﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﺸﺤﺫ ﻫﻤﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻟﻺﺴﻼﻡ ، ﻭﻤﺤﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﺎﺌﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻜﻠﻴﻥ ، ﺇﺫ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﺕ ﺃﻥ ﻴﻨﺎﻡ ﺍﻟﺩﻋﺎﺓ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﺭ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺒـل ﻋﻠـﻴﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺴـﺘﻜﻤﻠﻭﺍ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻻﺴﺘﺨﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻥ، ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺹ ﻋﻥ ﺩﻭﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺭﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻤﻡ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﻨﺼﺭﺓ ﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺘﺒﻠﻴﻎ ﺩﻋﻭﺘﻪ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻗﻭﺓ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﻤﻌﻨﻭﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻤﺭ ﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻴﻀﻌﻪ ﺤﻴﺙ ﺸﺎﺀ، ﻋﻠﻴﻡ ﺒﺘﺩﺒﻴﺭﻩ ﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺌﻪ . ﻭﻤﻥ ﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺒﺸﺭﺍﺕ ﺒﺎﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻭﺃﻫﻠﻪ : ﺍﻷﻭل : ﺃﺨﺭﺝ ﻤﺴﻠﻡ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﻌﺘﻜﻲ ﻭﻗﺘﻴﺒﺔ ﺒﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﻜﻠﺎﻫﻤﺎ ﻋﻥ ﺤﻤـﺎﺩ ﺒﻥ ﺯﻴﺩ ﻭﺍﻟﻠﱠﻔﻅ ﻟﻘﺘﻴﺒﺔ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﻤﺎﺩ ﻋﻥ ﺃﻴﻭﺏ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻗﻠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻋﻥ ﺜﻭﺒـﺎﻥ ﻗـﺎل ﻗـﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ : " ﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺯﻭﻯ ﻟﻲ ﺍﻟﺄﺭﺽ ﻓﺭﺃﻴﺕ ﻤﺸﺎﺭﻗﻬﺎ ﻭﻤﻐﺎﺭﺒﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺃﻤﺘـﻲ ﺴﻴﺒﻠﻎ ﻤﻠﻜﻬﺎ ﻤﺎ ﺯﻭﻱ ﻟﻲ ﻤﻨﻬﺎ " ( 78 ) ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ : ﺃﺨﺭﺝ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎل : ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺃﻴﻭﺏ ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺃﺒـﻭ ﻗﺒﻴل ﻗﺎل ﻜﻨﱠﺎ ﻋﻨﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻭﺴﺌل ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺘﻴﻥ ﺘﻔﺘﺢ ﺃﻭﻟـﺎ ﺍﻟﻘﺴـﻁﻨﻁﻴﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻭﻤﻴﺔ ؟ ﻓﺩﻋﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﺼﻨﺩﻭﻕ ﻟﻪ ﺤﻠﻕ ، ﻗﺎل : ﻓﺄﺨﺭﺝ ﻤﻨﻪ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﻗﺎل : ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ : ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻨﺤـﻥ ﺤﻭل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﻨﻜﺘﺏ ﺇﺫ ﺴﺌل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺘﻴﻥ ﺘﻔﺘﺢ ﺃﻭﻟﺎ ﻗﺴﻁﻨﻁﻴﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻭﻤﻴﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﱠﻡ : " ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻫﺭﻗل ﺘﻔﺘﺢ ﺃﻭﻟـﺎ " ﻴﻌﻨﻲ ﻗﺴﻁﻨﻁﻴﻨﻴﺔ . ( 79 ) ﺴﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻲ، ﻓﺈﻥ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺴﻁﻨﻁﻴﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﺎﺘﺢ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ، ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺎﻡ ﺴﺒﻌﺔ ﻭﺨﻤﺴﻴﻥ ﻭﺜﻤﺎﻨﻤﺎﺌﺔ ﻫﺠﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓـﻕ ﺜﻼﺜـﺔ ﻭﺨﻤﺴـﻴﻥ ﻭﺃﺭﺒﻌﻤﺎﺌﺔ ﻭﺃﻟﻑ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ( 80 ) -------------------------------------------------------------------------------- ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﻋﻠﻭﻤﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ـ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻷﻗﺼﻰ ـ ﻏﺯﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻐﺯﺓ – ﻜﻠﻴﺔ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ (7-8 ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭل 1426ﻫـ )

الحـمـد لللـه

٢٠٠٨ © جميـع الحـقـوق مـحـفوظـة لـكـل مـسـلـم مـوحـد