|
|
|
|
| وحدة الأمة في ميزان العقل
| مجموعة كتاب
بـسم الللـه الرحـمن الـرحيم،
مقدمة كتاب وحدة الامة الاسلامية واجب شرعي يجب تحقيقه في ظل العولمة
ان الحضارة الإسلامية هي الحضارة الواحدة ذات العقيدة الدينية، والتي تجمع كل شعوبها على إله واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة. وهي صاحبة العقيدة التي جعلت من قبائل الجاهلية المتناحرة خير أمة أخرجت للناس. وصنعت من البداوة أعظم المنارات العلمية والحضارية التي عرفها تاريخ الإنسان. وصاغت من شتات الشعوب والقبائل جسدا حضاريا واحدا، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
إن سكان العالم الإسلامي يبلغوا من التعداد ما يزيد على خمس سكان العالم. وأن أراضي هذا العالم الإسلامي تبلغ حوالي 25% من العالم. كما تمتلك هذه الأمة من الخيرات الطبيعية التي وهبها الله لها مالا تملكه أي دولة في العالم. كما أنها تقع في ثلاث قارات مما يتيح لها التنوع في الإنتاج في جميع المجالات المختلفة.
وإذا كانت العقيدة لم تتغير ولم تتبدل لأن الذي أوحى بها هو الله سبحانه وتعالى، وقد تعهد بحفظها حيث يقول {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (90 – الحجر). فماذا حدث لهذه الأمة والتي انقلبت إلى النقيض. فبعد أن كانت أمة واحدة على رأسها أمير المؤمنين يتبعه بعض حكام للأقاليم المختلفة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله، أصبحت الآن عدة شراذم تشدها سلاسل التبعية الفكرية والحضارية والسياسية والاقتصادية والعسكرية إلى مراكز التوجيه والتأثير خارج العالم الإسلامي. وبعيدا عن مصالح الأمة الإُسلامية. أموالها تودع في خزائن وبنوك دول أجنبية. رغم حاجة الأمة لهذه الأموال والفوائض. واستيراد الأفكار الغربية وعدم الاهتمام بالثوابت الإسلامية. وتشبث معظم حكامها بالارتباط بذيول العالم الغربي سواء ثقافياً أو حضارياً أو سياسياً. وعدم الاهتمام أو استغلال لما لديها من موارد طبيعية وصناعية وزراعية وطاقة بشرية، ومن ثم ينتج عن ذلك تخلف علمي وصناعي وزراعي. وبذلك أصبح خير الأمة للغير. حتى أنها أصبحت أمة ضعيفة، فانقلبت من خير أمة أخرجت للناس إلى أمة هشة. ومن بعد قوة ضعف ومن بعد عزة ذل وهوان. مما جعلها مطمعاً لهذه الدول. بل ازداد هوانها على الدول الأجنبية أن أصبحت تـهاجم في دينها وعقيدتها. وفي ظل النظام العالمي الجديد (وظاهرة العولمة) ازداد الحال سوءاً، حيث انتشرت التكتلات الاقتصادية العملاقة وأصبح العالم في صورة تكتلات ولا مكان للدول الصغيرة فيه.
ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر عام 2001م فكانت الحجة الواهية التي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول الموالية لهما بالهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين، واتهمتهم بالإرهاب. فأصبح الإرهاب يرمز للإسلام والمسلمين. ومن هذا المنطلق احتلت أمريكا ومن يعاونها أفغانستان ثم العراق. ويعلم الله من سوف تدور عليه الدائرة من دول العالم الإسلامي في الأيام القادمة.
لهذا كان لزاماً علينا أن نعمل على إيقاظ هذه الأمة، حتى تعمل على السير في رحاب الله واتباع كتابه وسنة رسوله، وذلك من أجل الوحدة الإسلامية. والله يقول: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} (92 – الأنبياء) . ويقول أيضا: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} (52 – المؤمنون). فهذا تأكيد من الله العلي العزيز بأن الأمة الإسلامية أمة واحدة.
لهذا فإننا نسأل أين الخلل؟ ولماذا حدثت هذه الغفلة وهذا التخلف الذي يحول بين العقيدة وبين التجدد والتقدم الحضاري والاقتصادي والسياسي والوحدة مرة أخرى؟ ألم يحن الوقت لاستيقاظ الأمة الإسلامية وتفيق من غفلتها وتعلم علم اليقين بما يدور حولها من أحداث ومخاطر وأن تعمل على صد هذه المخاطر، وخاصة الغزو العسكري والثقافي العلماني والاقتصادي.
والسؤال الذي يدور الآن هو: هل هذه الأمة لديها إمكانيات ومقومات التكامل الاقتصادي؟ وإذا كان لديها ما هي العوائق التي تحول دون ذلك؟ وفي ظل النظام العالمي الجديد (العولمة) هل الأفضل لها أن تدور في فلك العولمة أم الأفضل الوحدة والواحدة حتى إذا ما نضجت وقويت تستطيع أن تلحق بها؟ وما هو أفضل الأساليب الحالية للتكامل والوحدة؟ وماهو موقف هذه الأمة من الهجمة الشرسة ضدها وضد دينها من الخارج؟ وهل ترضخ لها أم ماذا تفعل قبلها؟ كل هذه التساؤلات سوف تدور حولها هذه الدراسة.
وفي النهاية نود أن نوضح أنه لا مكان في العالم الآن للدول الضعيفة. ولا تستطيع هذه الأمة مواجهة المخاطر التي تتعرض لها إلا بالوحدة، والتزامها بكتاب الله وسنة رسوله. وتعمل على تطبيق ما جاء بهما من تشريعات في المجالات المختلفة سواء منها النواحي العقيدية أم النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية. فيا أمة الإسلام اتحدوا {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (4 – المائدة) {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} (103 – آل عمران).
التكثلات بلغة الأرقام
١٢ تكتل دولي ساكنة كل منه أكثر من ١٠٠ مليون ، و تمتل 50.8% من إجمالي سكان العالم، و هي:
المكسيك ;109.9
اليابان ;127.2
نيجيريا ;138.2
روسيا ;140.7
بنغلادش ;153.5
باكستان ;167.7
البرازيل ;191.9
أندونيسيا ;237.5
الولايات المتحدة الأمريكية ;303.8
الإتحاد الأوروبي ;491.1
الهند ;1148
الصين ;1330.1
١١ تكتل دولي ناتجه المحلي أكبر من ١تريليون دولار أمريكي ، و تمتل 79.8% من إجمالي الناتج العالمي، و هي:
كوريا الجنوبية ;1201
كندا ;1266
المكسيك ;1346
البرازيل ;1836
روسيا ;2088
المملكة المتحدة ;2137
الهند ;2989
اليابان ;4290
الصين ;6991
الولايات المتحدة الأمريكية ;13840
الإتحاد الأوروبي ;14380
٩ دول أراضيها الصالحة للزراعة تفوق مساحة كل منها ٣٠٠ ألف مليون كم مربع ، (اكبر من مساحة السنغال)، و تمتل 39.9% من إجمالي العالم و هي:
نيجيريا;300.7
أوكرانيا ;324.7
كندا ;415.5
أستراليا ;468.5
البرازيل ;586.1
روسيا ;1218.6
الصين ;1385.9
الهند ;1451.8
الولايات المتحدة الأمريكية ;1650.1
١٤ دولة إنتاج كل منها للقمح يفوق ١٠ مليون طن، و تمتل 64.1% من الإنتاج العالمي، و هي:
كازخستان ;11.5185
إيران ;12.9
المملكة المتحدة ;14.288
الأرجنتين ;14.53
تركيا ;19
باكستان ;19.2102
ألمانيا ;19.2961
كندا ;23.552
استراليا ;24.9
فرنسا ;30.582
روسيا ;34.0623
الولايات المتحدة الأمريكية ;63.5898
الهند ;65.1293
الصين ;166.417
--------------------------------------------------------------------------------
|
|
|